قد يكون الابن بارا بأهله قبل زواجه...وبعد الزواج يتغيّر...فمن المسؤول عن ذلك التغير..أهي الزوجة أم الزوج نفسه؟ وهل هذا التغيّر حاصل حقيقة؟ أم هو أمر مظنون؟ ما موقف الأهل من هذا التغير؟
تساؤلات عدّة نجد أجوبتها في ثنايا هذا التحقيق.
[] هم من تغيروا... وليس هو:
تفتتح الحديث أم عبد الله بقولها: تزوجت زوجا بارا بأهله..مسؤولا عن النفقة عليهم ... وضاعف بره بعد الزواج...وكنت أعينه وأشجعه على البر بأهله بالأخص والديه..ويحصل كثيرا أن يكون النقص علينا...كانوا في رضى عني في البداية...لكن بعد فترة لما بدأنا نحقّق بعض الحرية الخاصّة بنا... نزغ الشيطان نزغاته...ولعبت الغيرة دورها لما أتمتع به من مكانة عند زوجي.... فتغيروا شيئا فشيئا....ولحظ زوجي ذلك، وأصبح يشكو لي..فكنت أوصيه بالإحسان إليهم وعدم الإلتفات لذلك..لكني بدأت ألمح في حديثهم إتهاما لي بأني غيّرته، وأحرّضه عليهم مع أنّهم هم من تغيروا.
* صبر جميل!
تواصل أم عبد الله حديثها متألّمة: لكم أن تتصوروا حجم الألم الذي يعصف بي حين أتهم بأمر أنا منه بريئة براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، فإن أنكر منكرا بأسلوب لايعجبهم فأنا المتهمة بتحريضه عليهم! بالرغم من ثناء زوجي علي أمامهم وتأكيده بأني لا أتحدّث عنهم أمامه، ولا أنقل له شيئاً ممّا يحدث، وليس لي إزاء ذلك إلا الصبروالدعاء {صبر جميل والله المستعان على ما تصفون}.
[] تغيّر قناعات لا انقلاب:
أحيانا يكون تغيّر الابن تغيّرا في مفاهيم أو قناعاته الخاطئة...هذه وجهة نظر أم عبد العزيز إذ تفسّر ذلك بقولها: تزوجت وليس لي إلا جناح صغير لايتضمّن مطبخاً ولامنافع أخرى مهمة...وبالحوار والتدريج أقنعت زوجي بأهمية وجود مطبخ خاصّ....وبعد عدّة سنوات أصبح لي قسم مستقل بمنافعه...لكنّي لم أعتزل أهل زوجي، ولم تتغيّر علاقتي بهم...وإنما كان المقصود الحصول على الإستقرار وحريّة أكبر لصالح لحياة الزوجيّة وتربية الاولاد، حتى أنّ زوجي أعجبه الوضع، فقد أصبح يطهو ما يريد أثناء غيابي، دون وجود أي احراج مع زوجات إخوته كما هو الحال سابقا.
وتعلّق أم عبد العزيز قائلة: هنا لم أقلب زوجي على أهله ولم أؤذهم...لكني طالبت بما يحقّق مصالحنا وحريتنا الشخصيّة، فأيّ منكر أو عيب في هذا؟
ليتفهّم الأهل طبيعة الحياة الزوجية وما تتضمّنه من المسؤوليات التي تستدعي نوعاً من التغيرالمطلوب الذي لامحذور فيه..
[] سوء المنبت:
قد تغيّر المرأة زوجها بعد الزواج، وهذا مايحدّثنا به الشيخ عبد الملك القاسم قائلا: المرأة الإسفنجية امرأة تسير دون دين وعلم، فها هي منذ أن استقرت في منزل زوجها وهي تغزل أمرها وتدبر حيلتها، حتى إذا إستوت في قلب زوجها أو قاربت بدأت تتقرب إليه بتشويه صورة أهله على شكل جرعات متباعدة.
ففي كل شهر تنقل له كلمة واحدة ليصل إلى أذنه رأس كل شهر ما يكدّر خاطره ويسيء فهمه، ثم إذا أدركت وقوع ذلك في قلبه، وأنه مطية لها، بدأت تضاعف الجرعات السميّة في قلبه بقصد التقرّب إليه، ومحاولة أن يكره أهله ويتقرب إليها، ويشعر أنّها الوحيدة الصادقة المحبّة له.
بعد حين من ادعاء المحبة بل في شهور فقط بدأ يتناسى عشرين عامًا أو تزيد مع أهله... فبعد سنين المحبة والمودة بدأ يكره أخاه ثم أخته ثم والدته...
ثم اجتمعوا عليه كما أوهمته فكانوا في نظره ألد أعدائه وأشد خصمائه!!
شهور وهي تسقي ذلك المغفل بسم زعاف وكأس حنظل.
أما إن كان الرجل ذا عقل وحصافة وحسن إدراك فإنه ينهرها منذ الخطوة الأولى ويقطع عليها الطريق ولا يعودها على الغيبة والنميمة وفي من؟!
في أحب الناس إليه، وأكثرهم حقًا عليه!!
وهذه المرأة الإسفنجية ضحلة التفكير، قاصرة النظر، فربما عاد الرجل لرشده، وهذا غالبًا يكون، أو حصل نزاع وخلاف بين الزوجين، وهذا مألوف فتكون الإسفنجية في مهب الريح، لا تجد سندًا من أهله، ولا تجد معينًا منهم، وإن أدرك الرجل، ولو بعد حين سوء طويتها ودناءة خلقها فهي والأمر الجلل.
أما عن السيئات والذنوب فيكفي قطيعتها للرحم وتشويش الخواطر وتكدير النفوس، وما الغيبة والنميمة إلا لتلك طريق، وبئس الوقود إلى الآخرة.
وفي نهاية المطاف لا ظهرًا ركبت ولا أمرًا أدركت!! وهل يجني من الشوك إلا الحنظل؟!
الكاتب: العنود الزمام.
المصدر: موقع رسالة المرأة.